8/08/2007

الثقافة القومية بين العالمية والعولمة


الثقافة القومية بين العالمية والعولمة
--------------------------------------
تأليف ماري تريز عبد المسيح الأستاذة في الأدب الإنجليزي المقارن بجامعة القاهرة
-----------------------------------------------
يجد المثقفون أنفسهم في مأزق، خاصة وقد ارتبطت الثقافة الآن بالاقتصاد وارتبط اقتصاد العولمة بالثقافة، فالحال لم يعد ماكان عليه في زمن الحداثة أوائل القرن العشرين. وهذا الوضع الملتبس الذي يضع الكاتب أو الفنان بين مطرقة العولمة وسندان الدولة، قد يكون دافعاً لتفعيل الدور القومي للثقافة ودفع الدولة إلى إعادة النظر في أدائها الثقافي
الكاتبة

مقتطفات
(1)
صرنا في عالم متحرك بفعل الثقافة المرئية التي وصلت إلى البشر في مواقعهم كافة عبر شبكة الاتصالات والفضائيات، فتضاعف تبادل تقنيات الانتاج وتجانست طرق المشاهدة برغم اختلاف المواقع وتغاير الثقافات حتى باتت الصورة جزءا من المعيشي. ومن المتعارف عليه أن العولمة صنيعة الصور المتبادلة عبر الوسائط الإلكترونية، والصور المتبادلة بين المهاجرين والمرتحلين أينما استقروا. ترتب على ذلك تغيرات في وسائط الاتصال التقليدية اتاحت مصادر جديدة لتخييل الذات والآخر، مما دعا أرجون أبادوراي Arjun Appadurai إلى إيجاد علاقة بين العولمة والحداثة. وتكتسب الحداثة- وفقاً له- صفة أكثر شيوعاً وتنوعاً من التعريف المحدود في التراث الغربي، وعلى الرغم من تباين ممارستها من مكان إلى آخر، فهى تجتمع على القطيعة مع أشكال الماضى كافة.
(2)
تتراجع أهمية الفن التشكيلي في العالم العربي لتضاؤل الاهتمام بتنمية القدرات الإبداعية وملكات الابتكار وكيفية تذوقه في مراحل التعليم المختلفة مما كان له أثر سلبي على احترام الفن. إلى جانب ذلك، تتدخل مؤسسات غير مدنية في مناهج كليات الفنون وتحظر بعض المواد الأساسية للتدريب الفني، كما تتعرض المطبوعات وصور الدعاية كافة للرقابة في البلاد العربية بدرجات متفاوتة، وتعامل المطبوعات التجارية- الجادة والإباحية- والكتب الفنية على حد سواء، وفي ذلك خلط بين استخدام الفنون المرئية لأغراض جمالية أو وظيفية واستغلالها للتربح. وامتد الحظر إلى فن النحت، فإما قد صار "أشكال جمالية" أو حطمت التماثيل في بعض البلدان حتى صار فن النحت تائهاً عن تراثه ومغترباً في أوطانه
وقمع حرية الإبداع في الوطن العربي لا يصدر عن الخطاب الإيديولوجي المتشدد فحسب، بل من السلطات السياسية أيضاً، فيتعرض الفن الفلسطيني للقمع من قبل السلطات الإسرائيلية. وتفرض بعض السلطات الرقابة على الكاريكاتير السياسي- بصفة عامة- فلا يقترب من تناول الحكام، أو القوى العظمى المساندة لهم، وإن تفاوتت درجة الرقابة من دولة إلى أخرى.

أقرأ.. أيضاً
عرض سعد القرش
حوار مع الكاتبة
تقرير عن ندوة ميريت حول لمناقشة الثقافة القومية

عناوين الفصول
خطاب الـ "ما بعد": مواجهة أم التقاء
ثقافة الاختلاف وبدائل العولمة
الترجمة لانماء خطاب عابر للثقافات
الثقافة المرئية بين المحلية والعالمية
العولمة ومجتمع المعرفة: تحديات الإبداع العربي
تعقيب ختامي

No comments: